الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

الحارة الطيبة و الفيضان السنوي \ حماد عوكل

الحارة الطيبة و الفيضان السنوي \ حماد عوكل



#رفح_الغربية هي منطقة في مدينة رفح الفلسطينية تتواجد ما بين حي تل السلطان و حي الشعوت في مدينة رفح بداخلها حارة طيبة صغيرة بناسها المظلومين سنويا تسمى حارة بير النشل أو جميزة السبيل و حاليا شارع المضخة هتستغربوا لماذا كتبت كل هذه المسميات و التعريفات بصدق اقول لكم أنا حبيت أكتب العنوان بالتفصيل عشان لو حد من السادة المسؤولين الحكوميين لو حد من السادة مدراء المؤسسات الاهلية مش عارف الطريق نوضحه له و يبقى معلناش لوم و لا جريمة اخفاء عنوان لمظلوم .
الحاره الطيبه حارة البسطاء كل سنه من أيام حكم حركة #فتح وحفيت اقدام ناسها للتواصل مع حد من مسؤولين فتح لحد الان طبعا حكم #حماس و نفس المشكله تتكرر كل سنه نفس المأساة تتكرر نفس المعاناة تتكرر نفس الصوت يخرج ينادي هل من مجيب وللاسف لا .

في موسم الشتاء في موسم الرومانسية الجميلة للعائلات تغرق البيوت فجأة تتفرق العائلات تنوح الطيبه و تبكي لحظات التجمع الاسري فتصبح الحارة #حارة_أشباح لا شيء سوى الظلام لا شيء سوى الظلم الواقع يتكرر لا شي سوى الماء يغطي شوارعها ويحيطها من كل جانب و تبتلع منازلها الأمراض تنتشر في الجدران تبيت محل اصحاب البيوت لتتفشى باريحية على بيوت تصرخ منذ سنين و لا زالت و هيهات لمن تنادي فالحشرات تتجمع بكثرة لتشارك الالم في رعب اطفال تلك الحارة المظلومة .

لقد ناشد الاهالي في كل عام البلدية والمسؤولين السياسيين بوضع جدول زمني و خطة تريحهم من هذا العذاب الواقع عليهم وقدموا تنازلات جمى للحكومتين على مدار السنين الطوال على ان يقوم مسؤول او جهة ما بدورها لكن للاسف يتجهزون بالدفاع المدني لينقل الاسر من مكان الى مكان عبر المراكب التي تطفوا فوق منازلهم .

و بعد الالم بعد الشتاء الطويل وبعدما يذهب الضيف المؤلم ياتي الوقت تاتي اللحظات التي يدفع هؤلاء الناس ثمن رضاهم بحكومات تاتي وتذهب دونما تحقيق اي شيء سوى مصلحة الحزب فيدفعون قوت عيالهم على اعادة ترميم ما حطمته المياه امام اعينهم و على اعادة تنظيف شوارعهم و تغيير البنى التحتية لمنازلهم و دفع مقدمات جمه لتغيير النوافذ و الابواب و شراء ما اتلفته المياه من مستلزمات معيشيه . تلك للاسف حياتهم التي لا يملون من تكرارها لانهم يريدون البقاء .


بضعة اسالة اضعها بين ايديكم قرائي الاحبة لتنيروا بها درب المسؤولين ربما تصحوا ضمائرهم .
اليس في حكومتي الوطن رجل رشيد بصدق يوقف هذا الظلم ويطرح حل جذري للقضية العالقة في تلك البقعة من الوطن !؟
أين تذهب المشاريع التي قدمت للعالم على انها حلول لتلك المناطق المنكوبة في كل عام ولا يصل لأهل الحارة وغيرها الا الفتات !؟
هل لو كان في تلك الحارة الطيبة مسؤول حزبي سيبقى حالها كما هو او تتغير او يرحل عنها ويتركها لشعبها الطيبين !؟

الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

إنتفاضة ستسيسها الاحزاب ام شرارة الحرب الاخيرة ... حماد عوكل

إنتفاضة ستسيسها الاحزاب ام  شرارة الحرب الاخيرة ... حماد عوكل



سؤال يطرح دائما في كل هبة لرياح الحرية التي تجتاح وطننا الحبيب فلسطين ، سؤال يحتاج لدراسة موضوعية بعيدا عما يدور في صفحات التواصل الاجتماعي وتحت الطاولة المستديرة للأحزاب الفلسطينية ، سؤال للشعب الفلسطيني سؤال للأمة العربية و الإسلامية ، ويضاف اليه سؤال مهم جدا ألا وهو لو العرب جميعهم يؤمنون بعروبة فلسطين فلما يرتضون الدنية والواقع الذي فرضه الغرب بوجود الاسرائيليين في دولة عربية بل من اهم الدول العربية ؟؟ و إن كانت فلسطين اسلامية فأين المسلمون عنها ولم يتركونها اسيرة بيد اليهود الملاعين ؟؟  ولم كلما رفع احدهم شعار اسلاميا بحتا لتحرير القدس إما سيسوه بالاموال والمؤتمرات او فرقوا جنده وشتتوه ؟؟

في كل إنتفاضة وهبة شعبية شهدتها فلسطين منذ الاحتلال اليهودي للاراضي العربية الفلسطينية نجد أنها تخمد نيرانها بواسطة كبار البلد والذين من المفترض انهم اول الرجال تضحية بالدماء والمال والاولاد بل وتتضح الرؤيا عن هدنة وسلام نحن العرب نصوره دوما بالنصر والسلام العادل والشامل برغم اننا نعلم علم اليقين اننا قد خزلنا انفسنا ودماء شهدائنا وجرحانا بل ونعلم تماما اننا مجرد دمى كنا في مسرح الواقع لمنفعة ما لبني يهود وفي كل وقت وزمان وحرب سميت بالحرب قديما وحديثا نجد قيادات الاحزاب في تغيير ليس بالهين ومع تنازلات جديدة وكبيرة فنجد الاحزاب التي بنيت على مبدأ التحرر الكامل تتقلص الى التحرر الجزئي ومن التحرر الجزئي الى التبعية ومن هنا نجد ان كل احزاب فلسطين ينتهي بها المطاف بنهايتين لا ثالث لهما الاولى تتمثل في الرضخ لما يطرحه العالم من حلول سليمة وتنازلات جمه مع تغيير في سقف الطموحات او تدمير ذلك الحزب نهائيا بمحاربته حتى انهاء قيادته وضعف جنوده ليصبحوا مشتتين بين الاحزاب الاخرى .

في مقالي هذا اتحدث اولا عن تسييس الانتفاضة القائمة حاليا اذا ما حدث لا سمح الله فاننا لن نجد اي حل اخر سوى ما طرح سابقا كون الاحزاب اصبح لها مطالب ديمقراطية عالمية اكثر من مطالب الشعب و الحرية فلذلك على الشباب الذين هم صيحة الامل وشمعة الحرية القادمة الا يستمعوا لكلمة الاحزاب وان ركبت مركب الانتفاضة التي الى الان لم نسمع من كبرى الاحزاب الفلسطينية سوى ادانة كذا والتمجيد بكذا . فانني ارى ان على الشباب ان يبقوا على عهدهم الذي عهدوه لله ثم للارض المباركة ان لا تتوقف الدماء والسكاكاين والدعس على رقاب اليهود الا بالجلاء الكامل عن ارضنا العربية الاسلامية والا يسلموا سيوفهم وخناجرهم المباركة للاحزاب ليسيسوها كما حدث مع كبرى الانتفاضات الاولى والثانية والا يتداولوا مصطلح انتفاضة ثالثة كي لا تنجر لنتائج الانتفاضتين السابقتين وان يسموها الجهاد المقدس و نهاية بني يهود .

وفي مقالي هذا اتطرق لسؤالين مهمين اتوجه بهما الى كل العالم العربي والاسلامي واخص بالذكر المحيطين بفلسطين كالاردن ومصر هل فلسطين دولة عربية ام اسلامية ؟؟ فان كانت عربية اين جيوشكم التي ستذهب مع الريح قريبا مع هبة الشعوب التي ستطالكم لا محاله لتدافع عن ارض عربية اغتصبت وقتل سكانها وهجروا منذ عشرات السنين وان كانت اسلامية فاين اساطيلكم للدفاع عن مسرى رسول الله واولى القبلتين ام انكم تعتبرون فلسطين ارض لا اصل لها تبخر سكانها واستوطنها اناس اخرون وجب الحفاظ على القاتل يعيش بين ايديكم بحرية وسعادة على حساب السكان الاصليين ام انكم تتبعون طاغوتكم الاكبر امريكا وتتبعون سياستها مع الهنود الحمر حين قتلتهم وشردتهم فابيتم الا ان تجربوا ديمقراطيتها مع بني يهود فسلمتم لهم الارض و العباد يعبثوا فيها  فسادا وحرقا وقتل بشتى الطرق . وهنا اذكر معكم عاصفة الحزم العربية من بعض الدول العربية على بعض الدول العربية الاخرى هل هذه العاصفة حقا عربية بحته وهل هي تحقق مصالح عربية اسلامية بحته اذا فاين تلك العاصفة لانراها تتجه صوب بني يهود وهم يحاولون تقسيم المسجد الاقصى بعدما قسموا مدينة القدس والمسجد الابراهيمي في الخليل واين هي العاصفة من مسلمي فلسطين وبورما و افريقيا الوسطى الذين هم اشد احتياجا لها عربيا واسلاميا .

وهنا اذكر الاسود المنفردة القائمة على نحر ودعس اليهود في مسرى رسول الله بخير ما قيل من كلام " فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر " واذكرهم ان لا يتوقفوا عن نحر اليهود بكل ما أوتوا من قوة وليخططوا وليعدوا العدة ويتوكلوا على الله ويتبرؤوا من حولهم وحول الناس وقوتهم وقوة الناس الى حول الله وقوته وسيريهم الله نتائج افعالهم المباركة على بني يهود فاياكم ايها الاسود ان تنجروا خلف الاحزاب وما يتلوها من افعال مشينة لهم فكل هبة لهم ما هي الا سبب لشيء في انفسهم وليس حرية البلاد والعباد .

في نهاية مقالي اذكركم قرائي الكرام ان عليكم بتوصيل هذه الرسالة وتلك الاسئلة الى مستحقيها من العالم الحر وعبيد الطواغيت حول العالم من دول واحزاب وافراد .

السبت، 5 سبتمبر 2015

لماذا القارة العجوز " من هجرة العقول الى هجرة الأجساد " بقلم حماد حامد عوكل

لماذا القارة العجوز
" من هجرة العقول الى هجرة الأجساد "
بقلم
حماد حامد عوكل



يقول وزير الخارجية الايطالي برودي : "إذا كنا نريد أن نختفي من على وجه الأرض، فنحن نسير في الطريق الصحيح "
يقصد بذلك الاتحاد الأوروبي وذلك قبل اعوام

القارة العجوز نعم لقد اتحدت القارة العجوز اقتصاديا وفتحت حدودها لان دول منها باتت بعض مدنها واريافها فارغة من البشر ومصانعها باتت لا تعمل بتلك الكفاءة القديمة بل انها اصبحت تتجهز للفراغ ، لقد اثبتت الدراسات الحديثة ان اوروبا او كما اطلق عليها و كثيرون القارة العجوز انها تحتضر وتمر باخر مراحل الحضارة وقد ذكر كثير ممن تسلموا مناصب عليا في الاتحاد الاوروبي بان اوروبا قد تموت ان لم يتم اعادة بنائها وعلى ذلك فإن أوروبا بحاجة لموارد بشرية جزء منها عقلي وجزء منها عملي كون الكثير ممن يقطنون أوروبا باتوا في مرحلة الشيخوخة وقد أثبتت الدراسات أن دول أوروبا تفتقد لمنظومة البقاء البشري حيث أن مناطق شاسعه تفتقد للبشر أصبحت مدن أشباح . الدول العربية بتفرقها الذي بات واضح للعيان و تجزيء كل شبر منها ليصبح دويلة وإن لم يعترف به فإننا نجد الكثر من الدول العربية باتت دويلات على الأرض فأنتشر الفقر والحروب و ضياع الحقوق وبات الشباب خاصة لا يجدون أي مبرر للجلوس في الأرض التي أصبحت حمم بركانية يتفحم على سطحها أحلام الشباب ، وباتت البلاد العربية مجرد ساحات تتلاقى فيها قوى السلاح وكل يريد البقاء وكل يبحث عن الأمل في سلطة ما فبات الأمر في تلك الدول عبارة عن فكرة واحدة الهروب أو الهجرة الى أرض غير الأرض .

منذ سنين و أوروبا تعمل جاهدة على إستقطاب العرب الذين يتميزون بمميزات منها الشباب و العلم فجمعت عبر جامعاتها الكثير من الشباب والكثير الكثير من العقول التي لا تجد فرصة في البلاد العربية وباتت اليوم في حاجة للبشر بكميات فجعلت مسألة الهجرة عالمية رغم أن الفلسطينيين منذ عشرات السنين وهم ملقون في مخيمات تحت عين الامم المتحدة ولم نسمع ان العالم تحرك لحل مشكلتهم بل تركوا الامر منوطا للايام فبات المخيم سلسلة من المخيمات بل واصبح شبه مدن ضخمة تنقصه ادنى مقومات الحياة ، اما اليوم وفي هذه الايام يعلمون انشغال المنطقة بالحروب الداخلية والمشاكل السياسية بين الاحزاب والعشائر فقاموا بفتح بوابات الهجرة لأوروبا وعظموا امر المهاجرين وطالبوا دول الجوار بفتح بوابات انطاكية ليهرب منها كل مظلوم وهارب من الحروب فهرول الشباب والعائلات متمنين ان يجدوا الأمان المزين بالأعلام ولا يدرون انهم ذاهبون الى ما هو اخطر من المخيمات هم ذاهبون للاستخدام هم مجرد بديل وخدم هربوا من بلادهم ليعمروا بلاد غيره متروكا اوطانهم ليبكوا على وسائل التواصل الاجتماعي  بحنينهم للوطن وهم تاركوه ، اذا اوروبا بحاجة للبشر و البشر في مناطق الشرق الاوسط بحاجة للأمان لست ضد استقبال المهاجرين في دول الجوار بل انا ضد الاستبدال و اخراج الناس من بلادهم بتلك الطرق المشينة التي شاهدناها جميعا عبر البحر وعبر البر ان كانت اوروبا بحاجة لهؤلاء وجب اخذهم بالطرق الشرعية وفتح سجلات لهم تضمن حقوقهم وليس كما يحدث اليوم وانني هنا اذكركم بعد فترة ستسمعون وترون في الاعلام كيف تبدأ اوروبا بتربية هؤلاء المهاجرين على طبعها وحقيقتها ومن لم يمتثل فبالطبع التهمة بالارهاب جاهزة .

كما اضيف بان العالم العربي وخاصة دول الخليج تتحمل الكثير من المسؤولية تجاه ما يحدث من هجرة للعقول في بداية الأمر والان هجرة الاجساد نعم تتحمل الكثير من المسؤولية لانها فتحت ابواب اراضيها للمهاجرين من شرق اسيا واغلقته في وجه العرب وجميعنا يعلم ان منذ الثورات العربية وحتى اللحظة هناك قانون مشترك بين دول الخليج بمنع دخول العرب من الدول التي  نال منها الربيع العربي وتلك  ليست البداية فكلنا يعلم ان اكثر من مليوني شرق اسيوي يتمتعون بمزايا لا يتمتع بها باقي العرب في دول الخليج ومن هنا ارى انه على دول الخليج ان تعيد للعرب عزهم وتفتح ابواب الهجرة اليها بدلا من الهجرة لانقاذ ما تبقى من القارة العجوز .

في نهاية مقالي هذا اقول الى كل عربي حر لا تترك ارضك ولا ترضى ان تكون دمية في القارة العجوز بل كن مستعملا في بلدك واجعل نفسك لهدفك لتحيا من بعدك اجيال بالأمان الذي لطالما حلمت انت به ، واترك فكرة الهجرة والهرب بتلك الطرق المشينة التي ابكتنا جميعا وفجعنا بها وكن انت سيد وطنك الذي هو بحاجة اليك .

الجمعة، 26 يونيو 2015

الزكاة: تعريفها , حكمها , شروطها , وقتها , مصارفها .

الزكاة: تعريفها , حكمها , شروطها , وقتها , مصارفها .


بسم الله الرحمن الرحيم
الزكاة لغة هي :
البركة والطهارة والنماء والصلاح. وسميت الزكاة لأنها تزيد في المال الذي أخرجت منه, وتقيه الآفات, كما قال ابن تيمية: نفس المتصدق تزكو, وماله يزكو, يَطْهُر ويزيد في المعنى.
والزكاة شرعا هي :
حصة مقدرة من المال فرضها الله عز وجل للمستحقين الذين سماهم في كتابه الكريم, أو هي مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة, ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى. والزكاة الشرعية قد تسمى في لغة القرآن والسنة صدقة كما قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم) (التوبة 103) وفي الحديث الصحيح قال صلى اللّه عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن: (أعْلِمْهُم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم.) أخرجه الجماعة.
حكم الزكاة :
هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة, وعمود من أعمدة الدين التي لا يقوم إلا بها, يُقاتَلُ مانعها, ويكفر جاحدها, فرضت في العام الثاني من الهجرة, ولقد وردت في كتاب الله عز وجل في مواطن مختلفة منها قوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) (البقرة 43) وقوله تعالى: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) (المعارج 24/25).
حكمة مشروعيتها :
أنها تُصلح أحوال المجتمع ماديًا ومعنويًا فيصبح جسدًا واحدًا, وتطهر النفوس من الشح والبخل, وهي صمام أمان في النظام الاقتصادي الإسلامي ومدعاة لاستقراره واستمراره, وهي عبادة مالية, وهي أيضا سبب لنيل رحمة الله تعالى, قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة) (الأعراف 165), وشرط لاستحقاق نصره سبحانه, قال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز, الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة) (الحج 40, 41), وشرط لأخوة الدين, قال تعالى: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) (التوبة 11), وهي صفة من صفات المجتمع المؤمن, قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) (التوبة 71), وهي من صفات عُمّار بيوت الله, قال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله) (التوبة 18), وصفة من صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس, قال تعالى: (والذين هم للزكاة فاعلون) (المؤمنون 4).
مكانة الزكاة :
وبينت السنة مكانة الزكاة فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله, وأنّ محمدًا رسول الله, ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة.) أخرجه البخاري ومسلم, وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, والنصح لكل مسلم.) أخرجه البخاري ومسلم, وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدًا رسول الله , وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا, وصوم رمضان.) أخرجه البخاري ومسلم.
حكم منع الزكاة والترهيب من منعها :
من أنكر وجوب الزكاة خرج عن الإسلام ويستتاب, فإن لم يتب قتل كفرا, إلا إذا كان حديث عهد بالإسلام, فإنه يعذر لجهله بأحكامه ويبين له حكم الزكاة حتى يلتزمه, أما من امتنع عن أدائها مع اعتقاده وجوبها فإنه يأثم بامتناعه دون أن يخرجه ذلك عن الإسلام, وعلى الحاكم أن يأخذها منه قهرا ويعزره ولو امتنع قوم عن أدائها مع اعتقادهم وجوبها وكانت لهم قوة ومنعة فإنهم يقاتلون عليها حتى يعطوها .
ودليل ذلك ما رواه الجماعة عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان أبو بكر, وكفر من كفر من العرب, فقال عمر: (كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله, فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله تعالى؟ فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة, فإن الزكاة حق المال, والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. فقال عمر: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صُفِّحَت له صفائح من نار, فأُحْميَ عليها في نار جهنم, فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره, كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يُقْضَى بين العباد, فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مُثِّلَ له يوم القيامة شُجاعا أَقْرع حتى يُطَوّقَ به عنقه.) ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) (آل عمران 180), حديث صحيح, رواه النسائي وابن خزيمة وابن ماجة واللفظ له.
وعن علي رضي الله عنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكلَ الربا وموكلَه, وشاهدَه, وكاتبَه, والواشمةَ, والمستوشمةَ, ومانع الصدقة, والمُحَلِّلَ, والمُحَلَّلَ له.) حديث حسن رواه أحمد والنسائي.
شروط الزكاة :
فرضت الزكاة في المال ووضعت لها شروط بتوافرها يكون المال محلا لوجوب الزكاة, وهذه الشروط شرعت للتيسير على صاحب المال, فيخرج المزكي زكاة ماله طيبة بها نفسه, فتتحقق الأهداف السامية التي ترمي إليها فريضة الزكاة, وهذه الشروط هي:
الملك التام
النماء حقيقة أو تقديرا
بلوغ النصاب
الزيادة عن الحاجات الأصلية
حولان الحول
منع الثِّنَى في الزكاة
وقت إخراج الزكاة :
أ - إخراج الزكاة واجب على الفور إذا وجبت, ولا يجوز تأخير إخراجها بعد وجوبها وبعد التمكن من الأداء والقدرة عليه, فإذا كان المال غائبا مثلا فيمهل إلى حين حضوره, ويشمل المنع من التأخير من يتولى جمع الزكاة وصرفها, فإذا عرف المستحقين وأمكنه التفريق عليهم فلم يفعل حتى تلفت أموال الزكاة فإنه يضمنها.
ب - لا تسقط الزكاة بالموت, وتعتبر دينا في التركة, سواء أوصى بها أم لم يوص.
ج - لا تسقط الزكاة بالتقادم, فإذا تأخر المزكي في إخراج الزكاة في نهاية الحول ودخلت سنة أخرى, فإنه عند حساب زكاة السنة الثانية يسقط قدر زكاته في السنة الأولى ويزكي ما بقي في السنة التي تليها, وعليه إخراج زكاة السنة الأولى التي هي دين في ذمته.
د - إذا تلف المال الزكوي بعد حلول الحول تسقط الزكاة بشرطين:
1- أن يتلف قبل التمكن من الأداء.
2- ألا يفرّط المزكي في حفظ المال.
هـ - إذا تلف الزرع والثمر بجائحة قبل القطع سقطت الزكاة إلا إذا بقي مقدار نصاب فأكثر فتجب الزكاة في الباقي.
و - وعلى من يتولى جمع الزكاة وصرفها مسئولية حفظ مال الزكاة, لكن إن تلف بدون تعد منه ولا تفريط فلا ضمان عليه.
كيفية صرف الزكاة (التمليك وما في حكمه) :
أ - تبرأ ذمة المزكي بتمليك الزكاة في الأصناف الأربعة الأولى من مصارف الزكاة وهي: الفقراء, والمساكين, والعاملون عليها, والمؤلفة قلوبهم, والتمليك لهم شرط في إجزاء الزكاة, والتمليك دفع مبلغ من النقود للمستحق أو شراء وسيلة إنتاج كآلات الحرفة وأدوات الصنعة وتمليكها للمستحق القادر على العمل وأما المصارف الأربعة الأخيرة وهي الرقاب والغارمون والمقاتلون في سبيل الله وابن السبيل فيجزئ إيصال دفع الزكاة إليهم بأي طريقة.
ب - يكفي في الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم أن يوجد فيهم شرط استحقاق الزكاة وقت دفعها إليهم, ولا تسترد منهم إذا زال هذا الشرط بعد الدفع.
ج - من دفعت إليه الزكاة من هذه الأصناف, وهم: الغارمون والمقاتلون في سبيل الله وابن السبيل, لتحقق شرط الاستحقاق فيه عند الدفع, ثم زال الشرط أو لم يصرفوا الزكاة في المصرف الذي استحقوها من أجله, استردت منهم الزكاة.
د - الإبراء من الدين على مستحق الزكاة واحتسابه منها, وذلك بإسقاط الدائن العاجز عن استيفاء دينه على المدين المعسر لهذا الدين, لا يحتسب من الزكاة ولو كان المدين مستحقًّا للزكاة, وهذا ما ذهب إليه أكثر الفقهاء.
ومن الصور المتصلة بهذا الموضوع:
أ - لو دفع المزكي الدائن الزكاة للمدين, ثم ردها المدين إلى الدائن وفاء لدينه من غير تواطؤ ولا اشتراط, فإنه يصح ويجزئ عن الزكاة.
ب - لو دفع الدائن الزكاة إلى المدين بشرط أن يردها إليه عن دينه, أو تواطأ الاثنان على الرد, فلا يصح الدفع ولا تسقط الزكاة, وهذا رأي أكثر الفقهاء.
ج - لو قال المدين للدائن المزكي: ادفع الزكاة إليّ حتى أقضيك دينك ففعل, أجزأه المدفوع عن الزكاة, وملكه القابض, ولكن لا يلزم المدين القابض دفع ذلك المال إلى الدائن عن دينه.
د - لو قال رب المال للمدين: اقض يا فلان ما عليك من الدين على أن أرده عليك عن زكاتي فقضاه صح القضاء ولا يلزم الدائن رد ذلك المال إلى المدين بالاتفاق.
من لا يستحق الزكاة :
أ - لا تدفع الزكاة إلى من ثبت نسبه إلى آل النبي صلى اللّه عليه وسلم تشريفا لهم, ولأن لهم حسب المقرر في الشريعة, موردًا آخر من المال العام, وهو خمس الغنائم.
ب - لا تدفع الزكاة إلى كل من تجب نفقته على المزكي الغني القادر على الإنفاق شرعًا أو قضاء.
ج - لا تدفع الزكاة إلى غير المسلم, باستثناء سهم (المؤلفة قلوبهم).
نقل الزكاة خارج منطقة جمعها :
بالرغم من أن الزكاة أساس للتكافل الاجتماعي في البلاد الاسلامية كلها, وهي مصدر لما تستوجبه الدعوة إلى الإسلام والتعريف بحقائقه, وإعانة المجاهدين في سبيل تحرير الأوطان الإسلامية, فإن الأصل الذي ثبت بالسنة وعمل الخلفاء هو البدء في صرف الزكاة للمستحقين من أهل المنطقة التي جمعت منها, ثم ينقل ما فاض عن الكفاية إلى مدينة أخرى, باستثناء حالات المجاعة والكوارث والعوز الشديد, فتنقل الزكاة إلى من هم أحوج وهذا على النطاق الفردي والجماعي.
ويحكم نقل الزكاة من مكان إلى آخر الضوابط الآتية:
أولا: الأصل في صرف الزكاة أن توزع في موضع الأموال المزكاة - لا موضع المزكي - ويجوز نقل الزكاة عن موضعها لمصلحة شرعية راجحة.
ومن وجوه المصلحة للنقل:
أ - نقلها إلى مواطن الجهاد في سبيل الله.
ب - نقلها إلى المؤسسات الدعوية أو التعليمية أو الصحية التي تستحق الصرف عليها من أحد المصارف الثمانية للزكاة.
ج - نقلها إلى مناطق المجاعات والكوارث التي تصيب بعض المسلمين في العالم.
د - نقلها إلى أقرباء المزكي المستحقين للزكاة.
ثانيــــا: نقل الزكاة إلى غير موضعها في غير الحالات السابقة لا يمنع اجزاءها عن المزكي, ولكن مع الكراهة, بشرط أن تعطى إلى من يستحق الزكاة من أحد المصارف الثمانية.
ثالثــــا: موطن الزكاة هو البلد وما بقربه من القرى وما يتبعه من مناطق مما هو دون مسافة القصر (82 كم تقريبا) لأنه في حكم بلد واحد.
رابعـــا: مما يسوغ من التصرفات في حالات النقل:
أ - تعجيل إخراج زكاة المال عن نهاية الحول بمدة يمكن فيها وصولها إلى مستحقيها عند تمام الحول إذا توافرت شروط وجوب الزكاة.
ب - تأخير إخراج الزكاة للمدة التي يقتضيها النقل.
الزكاة والضريبة :
أ - أن أداء الضريبة المفروضة من الدولة لا يجزئ عن إيتاء الزكاة, نظرًا لاختلافهما من حيث مصدر التكليف, والغاية منه, فضلًا عن الوعاء, والقدر الواجب, والمصارف.
ب - لا تحسم مبالغ الضريبة من مقدار الزكاة الواجبة ولكن تحسم الضريبة المدفوعة فعلا من الأموال الزكوية.
ج - ما استحق دفعه من الضرائب المفروضة من الدولة خلال الحول ولم يؤدّ قبل حولانه فإنه يحسم من وعاء الزكاة, باعتباره حقا واجب الأداء ومن المطلوبات الواجبة الحسم.
د - ينبغي تعديل قوانين الضرائب بما يسمح بحسم مقدار الزكاة المدفوعة من مبالغ الضريبة, تيسيرًا على من يؤدون الزكاة بدون قيود أو حدود متى قدمت الأدلة الثبوتية على ذلك.
هـ - ينبغي فرض ضريبة تكافل اجتماعي على مواطني البلاد الإسلامية من غير المسلمين بمقدار الزكاة, لتكون هذه الضرائب الموازية للزكاة موردًا لتحقيق التكافل الاجتماعي العام الذي يشمل جميع المواطنين ممن يعيش في ظل دولة الإسلام.
مصارف الزكاة الثمانية
مصرف الفقراء
مصرف المساكين
مصرف العاملين على الزكاة
مصرف المؤلفة قلوبهم
مصرف الرقاب
مصرف الغارمين
مصرف سبيل الله
مصرف ابن السبيل
زكاة النقود (الذهب والفضة والعملات)
تعريف النقود:
المراد بالنقود جميع العملات الورقية والمعدنية سواء كانت عملة بلد المزكّي أم عملة بلد آخر.
وجوب الزكاة في النقود:
وجوب الزكاة في النقود ثابت بالكتاب والسنة والإجماع, أما الكتاب فقوله تبارك وتعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا يُنفقونها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فبشّرهم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ, يوم يُحْمَى عليها في نار جهنم فتُكوَى بها جباهُهم وجنوبُهم وظُهُورُهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)(التوبة 34- 35)
وأمَّا السنة فقوله صلى اللّه عليه وسلم: (ما أُدّيت زكاتُه فليس بكنز) أخرجه الحاكم وصححه الذهبي, وكذلك قوله صلى اللّه عليه وسلم: (ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها, إلا إذا كان يوم القيامة صُفّحت له صفائح من نار, فأحمي عليها في نار جهنم فيُكوى بها جنبه وجبينه وظهره) رواه مسلم.
وأجمع المسلمون في كل العصور على وجوب الزكاة في النقدين (الذهب والفضة) وقيس على ذلك سائر العملات, لأنها ثبتت لها أحكام الذهب والفضة, وقد جاء في ذلك قرار مجمع الفقه الإسلامي بجدة رقم 9 دورة 3 ونصه: (العملات الورقية نقود اعتبارية فيها صفة الثمنية كاملة, ولها الأحكام الشرعية المقررة للذهب والفضة من حيث أحكام الربا والزكاة والسلم وسائر أحكامهما)
نصاب زكاة النقود:
بلوغ المال النصاب وهو المقدار الأدنى الذي حدده الشرع, بحيث لا تجب الزكاة في المال إذا قل عنه, فإذا بلغه المال وجبت فيه الزكاة.
ونصاب الذهب والعملات الذهبية هو (20) عشرون مثقالا وتعادل (85) جراما من الذهب الخالص (والمثقال يعادل 4.25 جراما)
ونصاب الفضة والعملات الفضية (200) مائتا درهم, وتعادل (595) جراما من الفضة الخالصة (والدرهم يعادل 2.975 جراما)
وقد نص قرار مجمع البحوث الإسلامية (المؤتمر الثاني) على أنه: يكون تقويم نصاب الزكاة في نقود التعامل المعدنية وأوراق النقد والأوراق النقدية, وعروض التجارة, على أساس قيمتها ذهبًا فما بلغت قيمته من أحدها عشرين مثقالا ذهبيا وجبت فيه الزكاة, وذلك لأن الذهب أقرب إلى الثبات من غيره.
ويرجع في معرفة قيمة مثقال الذهب بالنسبة إلى النقد الحاضر إلى ما يقرره الخبراء.
ولبعض الباحثين تعليل آخر لاختيار نصاب الذهب لتقويم النقود, وهو أن الذهب هو المعدن النفيس الذي يتخذ رصيدا وغطاء - ولو بصفة جزئية - لأوراق النقد التي تصدرها أي دولة, وهو الذي تُقَوّم على أساسه قيمة النقود الورقية, وهو بمثابة العملة الدولية والمعيار الذي تقاس به نقود العالم وتنسب قيمتها إليه, وإن كان ذلك لا يمنع من تغير قيمته بين زمن وآخر تبعًا لتغير الأسواق.
ويضم الذهب إلى الفضة في تكميل النصاب, ويكون ذلك بالقيمة - طبقا لمذهب الحنفية - وليس بالأجزاء, فتنظر قيمة الموجود من الذهب ونسبة ذلك إلى كامل النصاب, ثم قيمة الموجود من الفضة, فإذا اكتمل النصاب وجبت الزكاة, لأن الغنى يتحقق بملكية قيمة النصاب, كما تُضَمّ قيمة عروض التجارة أيضا إلى الذهب والفضة في تكميل النصاب. ويقدر النصاب في النقود والعملات الورقية والمعدنية الأخرى بالذهب بما يساوي قيمة (85) جراما ذهبا خالصا - والذهب الخالص هو السبائك الذهبية (999) - بحساب سعر يوم الوجوب في بلد المال المزكى.
أما غير الخالص من الذهب فيسقط من وزنه مقدار ما يخالطه من غير الذهب.
ففي الذهب عيار (18) قيراطا مثلا يسقط مقدار الربع ويمثل ستة من أربعة وعشرين ويزكي الباقي.
ومن الذهب عيار (21) قيراطا مثلا يسقط مقدار الثمن ويمثل ثلاثة من أربعة وعشرين ويزكي الباقي.
وكذلك في الفضة غير الخالصة.
شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة والعملات:
تجب الزكاة في النقود والذهب والفضة إذا ما توافرت فيها شروط وجوب الزكاة المبينة سابقا
مقدار الواجب في زكاة الذهب والفضة والعملات:
المقدار الواجب إخراجه في ذلك هو ربع العشر (2.5%)
كيفية معرفة مقدار زكاة الذهب والفضة بالعملة النقدية:
إذا لم يرغب المزكي في إخراج عين القدر الواجب عليه ذهبا أو فضة, فبعد حساب الزكاة على كل من الذهب والفضة, يؤخذ الناتج وهو مثلا (25) جراما (في الذهب) ويضرب في سعر الجرام, وليكن سعره (4 دنانير) فيكون الناتج هو مبلغ الزكاة بالعملة النقدية, هكذا: مقدار الزكاة= 25 جراما من الذهب *4 دنانير (سعر الجرام)= 100 دينار.
زكاة الحلي والمقتنيات الذهبية والفضة :
حلي المرأة المعدّ للاستعمال الشخصي لا زكاة فيه إذا لم يزد عن القدر المعتاد للبس المرأة بين مثيلاتها في المستوى الاجتماعي لها, أما ما زاد عن القدر المعتاد لبسه فيجب تزكيته لأنه صار فيه معنى الاكتناز والادخار, وكذلك تزكي المرأة كل ما عزفت عن لبسه من الحلي لقدم طرازه أو نحو ذلك من الأسباب.
وتحسب الزكاة في كلا النوعين حسب وزن الذهب والفضة الخالصين, ولا اعتبار بالقيمة, ولا بزيادتها بسبب الصياغة والصناعة, ولا بقيمة ما فيها من الأحجار الكريمة, والقطع المضافة من غير الذهب والفضة.
وهذا بخلاف الذهب والفضة الموجودين لدى التجار فإن العبرة في تزكيته بالقيمة الشاملة للصناعة ولما في المصوغات من الأحجار الكريمة.
ما حرم استعماله من حُلي الذهب والفضة تجب الزكاة فيه
من ذلك ما اتخذه الرجل لزينته من الذهب المحرم فعليه زكاته, كسوار ذهبي أو ساعة ذهبية, بخلاف ما لو اتخذ خاتما من فضة فلا زكاة فيه لأنه حلال له, وكذا ما تتخذه المرأة من حلي الرجال لزينتها فهو حرام عليها وفيه الزكاة.
وجملة ذلك أن كل ما حرم استعماله من حلي الذهب والفضة فيه زكاة, إذا بلغ نصابا بنفسه, أو بلغ بضمه إلى ما عنده نصابا, وقد سبق بيان نصاب الذهب والفضة, وتضم النقود إلى الذهب والفضة في حساب النصاب, وكذلك عروض التجارة بعضها إلى بعض.
والقدر الواجب إخراجه زكاة في كل من حلي الذهب والفضة هو 2.5% أيضا.
زكاة الأسهم
الحكم الشرعي في التعامل بالأسهم:
السهم عبارة عن جزء من رأس مال الشركة, وهو معرض للربح والخسارة تبعًا لربح الشركة أو خسارتها, وصاحب السهم يُعدّ شريكًا في الشركة, أي مالكًا لجزء من أموالها بنسبة عدد أسهمه إلى مجموع أسهم الشركة, ويستطيع مالك السهم أن يبيعه متى شاء
وللسهم قيمة اسمية تتحدد عند إصداره أول مرة, وله أيضًا قيمة سوقية تتحدد على أساس العرض والطلب في سوق الأوراق المالية التي تتداول فيها الأسهم.
ويُحكم على الأسهم من حيث الحِلّ والحرمة تبعًا لنشاط الشركة المساهمة فيها, فتحرم المساهمة في الشركة ويحرم تملك أسهمها إذا كان الغرض الأساسي من الشركة محرمًا كالربا وصناعة الخمور والتجارة فيها مثلا, أو كان التعامل بطريقة محرمة كبيوع العينة, وبيوع الغرر
كيفية تزكية الأسهم:
- إذا قامت الشركة بتزكية أسهمها على النحو المبين في زكاة الشركات فلا يجب على المساهم إخراج زكاة عن أسهمه, منعًا للازدواج
- أما إذا لم تقم الشركة بإخراج الزكاة فإنه يجب على مالك الأسهم تزكيتها على النحو التالي:
إذا اتخذ أسهمه للمتاجرة بها بيعًا وشراء فالزكاة الواجبة فيها هي ربع العشر (2.5%) من القيمة السوقية يوم وجوب الزكاة, كسائر عروض التجارة.
أما إذا اتخذ أسهمه للاستفادة من ريعها السنوي فزكاتها كما يلي:
أ - إذا أمكنه أن يعرف - عن طريق الشركة أو غيرها - مقدار ما يخص كل سهم من الموجودات الزكوية للشركة فإنه يخرج زكاة ذلك المقدار بنسبة ربع العشر (2.5%)
ب - وإن لم يعرف, فعليه أن يضم ريعه إلى سائر أمواله من حيث الحول والنصاب ويخرج منها ربع العشر (2.5%) وتبرأ ذمته بذلك
زكاة السندات
الحكم الشرعي في التعامل بالسندات:
السند يمثل جزءا من قرض على الشركة أو الجهة المصدرة له, وتعطي الشركة عليه فائدة محددة عند إصداره, وهذه الفائدة غير مرتبطة بربح الشركة أو خسارتها, والشركة ملزمة بالسداد في الوقت المحدد, وللسند قيمة اسمية هي قيمته الأصلية عند إصداره أول مرة, وقيمة سوقية تتحدد على أساس العرض والطلب.
والتعامل بهذه السندات حرام شرعًا لاشتمالها على الفائدة الربوية المحرمة, ولأن تداولها بالبيع والشراء من قبيل بيع الدين لغير من هو عليه, وهو غير جائز.
كيفية تزكية السندات:
يحرم التعامل بالسندات لاشتمالها على الفوائد الربوية المحرمة, ومع ذلك تجب على المالك تزكية الأصل - القيمة الاسمية للسندات - كل عام بضم قيمة رأس مال السندات إلى مالِهِ في النصاب والحول, ويزكي الجميع بنسبة ربع العشر دون الفوائد الربوية المترتبة له, فإن الفوائد محرمة عليه ويجب صرفها في وجوه البر والمصلحة العامة ما عدا بناء المساجد وطبع المصاحف ونحوها.
وهذا الصرف للتخلص من الحرام, ولا يحتسب ذلك من الزكاة, ولا ينفق منه على نفسه أو عياله, والأولى صرفه للمضطرين من الواقعين في المجاعات والمصائب والكوارث ونحوها.
زكاة الدين :
الدين هو مبلغ في الذمة على الغير, وتجب فيه الزكاة متى كان مرجوا, ويضم الدين الجديد إلى بقية الأموال النقدية في حساب النصاب أما الديون المستحقة على المزكى للغير فإنها تسقط من الوعاء الزكوي على النحو التالي:
أ- يمنع الدين وجوب الزكاة على من عليه الدين بمقدار دينه إذا استقر الدين في ذمته قبل وجوب الزكاة وإذا لم يجد المزكي مالا غير زكوي فائضًا عن حاجاته الأساسية يقضي منه الدين.
ب- إذا كان للمدين المزكي أكثر من مال زكوي من أجناس مختلفة فإنه يجعل أحدها في مقابل الدين ويزكي الباقي مما هو أحظ لمستحقي الزكاة.
ج- الديون الإسكانية المؤجلة وما شابهها من الديون التي تمول أصلا ثابتا لا يخضع للزكاة ويُسدّد عادة على أقساط طويلة الأجل يسقط من وعاء الزكاة ما يقابل القسط السنوي المطلوب دفعه فقط, ويزكي المدين ما تبقى من أموال بيده إذا كانت نصابا فأكثر.
د- يحسم من الموجودات الزكوية جميع الديون التي تمول عملا تجاريا إذا لم يكن عند المدين عروض قنية (أصول ثابتة) زائدة عن حاجاته الأساسية.
هـ- يحسم من الموجودات الزكوية الديون الاستثمارية التي تمول مشروعات صناعية (مستغلات) إذا لم توجد لدى المدين عروض قنية (أصول ثابتة) زائدة عن حاجاته الأصلية بحيث يمكن جعلها في مقابل تلك الديون, فإن وجدت جعلت في مقابل الدين إذا كانت تفي به وحينئذ لا يحسم الدين من الموجودات الزكوية.
وإن لم تف تلك العروض بالدين يحسم من الموجودات الزكوية ما تبقى منه وإذا كانت الديون الاستثمارية مؤجلة يحسم من الموجودات الزكوية القسط السنوي المطالب به (الحالّ) فقط.


 منقول


.

كيف نستقبل شهر رمضان

كيف نستقبل شهر رمضان
مستور بن سعود السلمي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى اله وصحبه وبعد :
لقد اقبل شهر الرحمات والغفران والعتق من النيران ، لقد أقبل شهر الصيام القران والقيام فكيف لنا أن نستقبل شهر أعطيت الامة فيه من الخصال ما تعط في شهر غيره
رَوَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال : لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه».انظروا أيها الإخوة الأكارم الى هذا العطاء والكرم الرباني في هذا الشهر المبارك
وفي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قَالَ: «مَنْ صَامَ رمضان إيماناً واحْتساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم مِن ذنبه» يعني : إيماناً باللهِ ورضاً بفرضيَّةِ الصَّومِ عليهِ واحتساباً لثَوابه وأجرهِ، لم يكنْ كارِهاً لفرضهِ ولا شاكّاً فيَ ثوابه وأجرهِ، فإن الله يغْفِرُ له ما تقدَم من ذنْبِه.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «الصَّلواتُ الخَمْسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ مَا بينهُنَّ إذا اجْتُنِبت الْكَبَائر .

فكيف نستقبل هذا الشهر العظيم ؟


1- نستقبله بالتوبة الى الله الرءوف الرحيم التواب ، ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح .
ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وإرادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .
فكيف فرحة الله بتوبة عبده ؟ تخيل ذلك في نفسك .

2- استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على الصيام لان تجديد النية أمر مهم فبعض الناس تعود على الصيام ولم يستشعر الاجر والثواب المترتب على الصيام ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. قال الحافظ ابن حجر في \" فتح الباري\": المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى. وقال الخطابي: احتسابا أي: عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه. اهـ. وقال المناوي في \" فيض القدير\": من صام رمضان إيماناً: تصديقاً بثواب الله أو أنه حق، واحتساباً لأمر الله به، طالباً الأجر أو إرادة وجه الله، لا لنحو رياء، فقد يفعل المكلف الشيء معتقداً أنه صادق لكنه لا يفعله مخلصاً بل لنحو خوف أو رياء. وقال الإمام النووي: معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً، أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص.

3-
استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على القيام في هذا الشهر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه ، فالاهتمام بالمحافظة على صلاة التراويح مع الامام حتى ينصرف من أفضل الاعمال ففي حديث ابي ذر ان النبي قال : من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. رواه ابو داود وغيره. فهي نصيحة بالمحافظة على القيام مع الامام حتى ينصرف ولا يتهاون بان يصلي اربع ركعات ثم يذهب فبتالي لا يحصل على الاجر المترتب على القيام مع الامام حتى ينصرف وبالتالي كم ضيع من ثواب واجر عظيم على نفسه بسبب تفريطه وتسويفه وكسله ولو اراد ان يصرف شيكا لنتظر ساعة وساعتين في الانتظار ولو كانت عرضه في زواج لجلس يرقص الليل كله (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وابقى ) .

4- الابتعاد عن تضييع أيامه بالنوم ولياليه بالسهر فمن كان هذا ديدنه فلم يستفد من شهره شيئا بل لربما كان وبالا عليه .

5- الحرص على افطار الصائمين فعن زيد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (( من فطر صائما كان له مثل أجر صومه غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )) 0 رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح 0 (غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ) استدراك لما قد يتوهم من أن إثابته كذلك تنقص ثواب الصائم وإنما لم تنقص إثابته بذلك إثابة الصائم لاختلاف جهة ثوابهما , كما لا ينقص ثواب الدال علي الهدى ثواب فاعله ، ويتلمس المحاويج والفقراء ويعطف عليهم ولاسيما الايتام فالرسول صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والتي تليها .

6- الاكثار من تلاوة القران الكريم وتدبره معانيه وتمعنه فعن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرأن و علمه .
عن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه” رَوَاهُ مُسلِمٌ. فلقد عرض جبريل القران على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة وفي السنة الاخيرة قبل موته عليه السلام مرتين فلذا كان السلف يختمون القران كل ثلاث ليال وفي العشر الاخيرة كل ليلة يا لها من همم عظيمة عرفت الدنيا والآخرة ففضلت الاخرة على الاولى قال تعالى (وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى) سورة الضحى .

7- حفظ اللسان وبقية الجوارح عن الحرام فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه . وان هذه الاشياء صيام الصائم في الصحيح من أقوال أهل العلم لكنها وبدون شك تنقص من أجر الصائم ، فينبغي الابتعاد عنها وتوقيها .

8- نستقبل شهر رمضان بحسن الخلق مع الناس كلهم ولا سيما المراجعين لمعاملاتهم ولا نجعله شهر هم وحزن وطفش ، وجعل الشماغ يميط به على فمه وانفه ويقول انا صائم ، ويقصر في علمه الذي أوكل اليه من قبل ولي أمر المسلمين أو أنه يقرأ القران في عمله ويقول شهر القران ويقول للمراجعين أذا شربنا الماء بعد العيد راجعوان فهذا آثم في عمله وغير مأجور ، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.رواه أبو داود وحسنه الألباني ـ رحمهما الله تعالى.
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ان من أحبكم الي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ) رواه الترمذي وحسنه الالباني .

9- ومما يستغل في هذا الشهر الاكثار من الدعاء لأنه شهر الدعاء فأتت ايه الدعاء بين ايات الصيام ليدل دلالة واضحة على أهمية الدعاء .

والدعاء له فضل عظيم :
قال تعالى :(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال تعالى :(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ).
وقال صلى الله علية وسلم : الدعاء هو العبادة ، ثم قرأ (وقال ربكم ادعوني استجب لكم ).
وقال صلي الله علية وسلم :أفضل العبادة الدعاء.
وقال صلي الله علية وسلم :ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء .
وقال صلى الله علية وسلم :إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرأُ خائبتين .
وقال صلى الله علية وسلم :لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر.

10- الاعتناء بالعشر الاواخر من رمضان بمزيد عبادة حيث فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، وكان من ديدن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يشد مئزره ويعتزل اهله ويحيي ليله كما قالت أم المؤمنين رضي الله عنها .
 
منقول
 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م